كانها و الحزن على موعد كلما انطفات انوار البيت او بالاحرى كلما وجدت نفسها لوحدها ربما وقت اذن تحس بمكانته تبحت عنه في كل مكان وسط الظلام الدامس في احشائها في نبضات قلبها تشعر كان كل ذرة فيها تناديه لكن ما من مجيب ….
تجد نفسها في دوامة الذكريات وبين ضلوع الشوق و الحنين
تتذكر طفولتها … ترى قصاد عينها حين كانت ترمي لعبها الغالية بمجرد ان تشعر به وهو يفتاح باب البيت تركض لترتمية في حضنه وتبدأ في حكي كل ما حصل لها في غيابه ,فهي تنسى آلامها كلما ابتسم في وجهها أو قبل جبينها ,ترى الآن فرحته بها و مدحه لأول أكلت حضرتها له طفلته المدللة وهي لازالت لا تتجاوز سبع سنوات .
اما عن يوم عيد ميلادها فلم ينساه يوما كان يذكرها كل سنة بانها جلبت له السعادة بمجيئها الى الدنيا انها نورت حياته و جعلتها بطعم آخر .
آآآآآآآآه على الفرحة التى كانت تنير وجهه الجميل وتعطي لعينيه العسليتين بريقا حين كان يراها كل يوم انها تكبر أمامه اصبحت اجمل , مهتمة بأنوتثها أكثر ,وهو يسمع الكل يتكلم عن جمالها و اخلاقها,رغم كل شيء كان دائما يرى فيها ملامح الطفولة البريئة حتى و ان بلغت الثامنة عشر فهي طفلته المدللة التى لم تكبر بعد عن حضنه الدافئ و قلبه الطيب بل أصبحت أقرب الناس اليه هي
الأخت و الصديقة يحكي لها كل همومه , يناقشها بكل جدية يسمع رأيهاو يأخذ به في أغلب الأمور,يشرح لها خطأها ان أذنبت يصرخ في وجهها ان اقتضى الأمر لكن دائما يعود و يضمها ويصالحها فهي طفلته المدللة ,ترى افتخاره بها أمام الجميع عند تفوقها ,تبكي حين تتذكر وجهه الشاحب و الدموع تندرف من عينيه كالسيل حين أحس بأن خطر الموت يداهم طفلته المدللة,تتذكر و تحن الى قبلاته المنعشة على جبينها الساخن عند نجاتها وبصوت خافت تناديه …
حتى بعد أن أصبح في صراع مع المرض لم يبعده ذلك عن طفلته المدللة بل ارتبطة به أكثر من قبل وتفرغت له لتمنحه كل وقتها ,أصبحت رفيقة دربه مع المرض تضحك طول الوقت أمام و جهه و تزرع الأمل في قلبه و قلبها ,لكنها تدرف بدل الدمع دم كلما غابت عن أعينه ,كان رغم ابتسامتها الدائمة يشعر بألامها ,يحاول اقناعها بأن كل ما يحصل جعلهما يقتربان لبعض أكثر فيجب عليهما ان يعيشا كل لحظة وهم سويا …
حتى وهويشعر بآلام المرض الخبيث يقطع أحشائه كان يجد عزائه الوحيد طفلته المدللة يطلب منها تقبيله تسرع اليه مقبلة رأسه بحرارة لعل ألمه يزول.
تتذكر كل هذاو غيرها من الذكريات الجميلة التي ملأت حياتها و دموع تندرف من عينيها لكن ما يجعلها تنهار حين تتذكر نظراته الآخيرة وهو على فراش الموت نظرات كل من حضر موته حاول تفسيرها قالوا انه يريد طفلته المدللة ان تكون بجانبه فأسرعت ودموعها تسرع و جلست جانبه و لم تتغير تلك النظرات قالوا لها ضميه فضممته ف اذا به يرفع رأسه ببطئ لتستمر نظراته قال البعض انه لا يريد مفارقة أهله و طفلته المدللة ,أتعرفون كل تلك الكلمات لم تكن سوى القليل مما كانت تعنيه تلك النظرات , طفلته كانت تدري ما يقوله لها فطالما كان حديته معها يعتمد على العينين فهو بنظراته كان يعزي طفلته و يواسيها يقول لها آسف طفلتي أنا أعرف ان فراقنا لن يكون سهلا ,فأنا لا أخاف الموت و أنتي أكثر الناس علما بايماني أنا أخاف عليك كما عهدتني دائما ,أخاف أن لا تتحملي فصبري يا طفلتي وكوني قوية كما عهدتك دائما لا تنسي أني معك و بقربك فدعي لي لأفارق هذه الحياة فقد زادت معاناتي ,رفعت الطفلة المدللة يد أبيها اليمنى و بدأت تردد الشهادة ...أحست الطفلة المدللة بأنفاس أبيها وهي تتسلل خارج جسمه مفارقة الحياة
صرخت
ليست لأنها تفارق أعز انسان في الوجود بل لأنها ودعت كل معاني الحياة ودعت من يخاف عليها ,من يحبها ,من يغضب منها,و يسامحها و دعت الصديق و الحبيب ,الأب و الرفيق ودعت شخصا أصبحت تبحث عنه في كل القلوب وفي كل الوجوه التي تصادفها ,فلا تجده الا في ظلمة الليل وسط ذكرياتها ,في صوت يصرخ بداخلها يصرخ كل لحظة أبي أنت الحقيقة الحلوة و الحلم الضائع فلا عزاء لطفلتك المدللة سوى كلامك وحبك لها
فرحمة الله عليك
طفلتك المدللة